محلي

برنامج الأغذية العالمي يكشف: الحوثيون عطّلوا العمليات الإنسانية

اليمن اليوم - خاص:

|
02:55 2024/04/06
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كشف برنامج الأغذية العالمي "التابع للأمم المتحدة" أنه قام بعد التشاور مع الجهات المانحة الرئيسية، في نوفمبر الماضي، بإيقاف برنامج المساعدات الغذائية العامة مؤقّتاً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ما أثّر على تقديم المساعدة إلى 9.5 مليون شخص، وهو أكبر توقّف للمساعدات في تاريخ برنامج الأغذية العالمي في اليمن الممتد منذ 56 عاماً.

وأكد في التقرير القطري السنوي 2023 أنه سعى منذ فترة طويلة إلى تنفيذ برنامج مساعدات غذائية عامة أصغر حجماً وأفضل استهدافاً في اليمن. ومع ذلك، فقد تعثّرت هذه الجهود بسبب عدم التوصّل إلى اتفاق مع سلطات الحوثيين في صنعاء بشأن العناصر الرئيسية، بما في ذلك عملية إعادة استهداف المستفيدين والتسجيل المخطّط لها منذ فترة طويلة.

وأكد أن حماية سلامة عمليات البرنامج كانت محور التركيز الرئيسي في عام 2023. وقد بذلت هذه الجهود بشكل خاص في بيئة تشغيل معقّدة تتميّز بمحدودية الموارد والخلاف السياسي.

وأشار إلى أنه في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ظل برنامج المساعدات الغذائية العالمية يعمل، وحقّقت عملية إعادة الاستهداف والتسجيل تقدّماً كبيراً حيث تم تسجيل  1.7 مليون شخص بحلول نهاية العام.

وأفاد البرنامج الأممي بأنه في حين أن عام 2023 كان العام الأكثر سلمية في اليمن منذ بداية الحرب، واجه البرنامج تداعيات ما يقرب من عقد من الصراع الذي طال أمده "مشهد سياسي واجتماعي مجزّأ، وانهيار الخدمات العامة والبنية التحتية، وتضاؤل دعم المانحين. وكانت محاولات التدخّل والعرقلة أمراً متكرّر الحدوث. وأدّى الانتشار العدواني المتزايد للمعلومات المضلّلة إلى تقويض ثقة المجتمعات المحلية وأذكى المشاعر المناهضة للأمم المتحدة".

وأضاف "في حين ظل العنف السياسي واسع النطاق عند مستويات منخفضة، فقد أدّت المناوشات المستمرة والصراع المحلي إلى تأجيج انعدام الأمن المستوطن في جميع أنحاء البلاد".

وأثّرت الحوادث الأمنية على العمليات الإنسانية والبنية التحتية والموظّفين، بما في ذلك الاختطاف والاحتجاز التعسّفي للعاملين في المجال الإنساني. وفي يوليو الماضي، قتل أحد موظّفي برنامج الأغذية العالمي في محافظة تعز بعد وقت قصير من وصوله إلى اليمن.

وأفاد البرنامج بأنه ساعد 15.3 مليون شخص في جميع أنشطته في اليمن في عام 2023، ما يجعل اليمن ثاني أكبر عملية للبرنامج في جميع أنحاء العالم. ويمثّل هذا 47% من سكان اليمن، ويشمل 3.1 مليون نازح داخلياً.

واستمر الشعب اليمني المنهك من الحرب في المعاناة من الآثار التراكمية لتسع سنوات من التشرذم المجتمعي. وظلت الاحتياجات الإنسانية عند مستويات مذهلة، وأجبرت الميزانيات الإنسانية المجهدة البرنامج على اتّخاذ قرارات صعبة بموارد شحيحة. 

ومن الناحية التشغيلية، أدّت محاولات التدخّل، والعقبات البيروقراطية، وانعدام الأمن، والتمييز بين الجنسين، إلى إعاقة قدرة البرنامج على تقديم استجابة مبدئية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. 

ومع إرهاق الميزانيات الإنسانية بسبب العديد من حالات الطوارئ الناشئة في جميع أنحاء العالم، خفّضت معظم الجهات المانحة الرئيسية تمويلها لليمن بشكل كبير. وحصلت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2023 على تمويل بنسبة 38% فقط، أي أقل بكثير من مستويات عام 2022. 

وفي حين تلقّى البرنامج الحصة الأكبر من التمويل الإنساني في عام 2023، فقد انخفضت الموارد المتاحة بشكل كبير عمّا تم تلقّيه في عام 2022، وأقل بكثير من المستويات اللازمة للاستجابة الشاملة للاحتياجات الإنسانية.

وذكر التقرير أن نقص التمويل أثّر على حياة كل من حصلوا على المساعدة تقريباً. وفي حين ظل العدد الإجمالي للأشخاص الذين تلقّوا المساعدة مماثلاً لما كان عليه في عام 2022، فقد أدّى انخفاض الموارد المتاحة بنسبة 23% إلى انخفاض كبير في كثافة المساعدة، حيث اضطر البرنامج إلى خفض كمية المساعدة وتواترها.

وقدّم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية عامة مع حصص مخفّضة لجميع الأشخاص الذين تمّت مساعدتهم والبالغ عددهم 13 مليون شخص، بوتيرة أقل، ما أعطى الأسر التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي كميات أقل من الغذاء، ولكن بشكل أقل. واضطر البرنامج أيضاً إلى تقليص استخدامه للتحويلات النقدية بشكل كبير في عام 2023، ما أدّى إلى تراجع التقدّم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة.

كما اضطر برنامج الأغذية العالمي في أغسطس إلى تعليق معظم برامجه للوقاية من سوء التغذية ما ترك أكثر من مليوني طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضعة معرّضين لخطر سوء التغذية دون دعم.

ومع تضاؤل التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي في أكتوبر إلى وقف علاج سوء التغذية المنقذ للحياة لأكثر من 200 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، أي ثلث جميع المستهدفين في البرنامج. 

وفي حين كان البرنامج يهدف إلى أن تؤدّي هذه التخفيضات إلى أقل قدر من الضرر (باستخدام مجموعة من معايير الشدّة الجغرافية للحفاظ على خدمات العلاج في المناطق الأسوأ حالاً)، توقّع البرنامج أن يؤدّي انخفاض مدى وصول خدمات التغذية وجودتها إلى زيادة معدّلات سوء التغذية في المناطق الفقيرة. 

ومع بدء العام الدراسي 2023- 2024، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص نطاق برنامج التغذية المدرسية، حيث لم يعد 1.4 مليون تلميذ يتمتّعون بالفوائد التغذوية والتعليمية لتلقّي الوجبات في المدرسة.

وأفاد التقرير بأن التقاء التحديات السياقية والتشغيلية أدّى إلى الحد من التقدّم نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة 2 (القضاء على الجوع ). 

ويواجه 16.9 مليون شخص الجوع الحاد منهم 6.1 مليون في حالة الطوارئ. وأشار إلى أن 21.6 مليون شخص، أي ما يقرب من 70% من السكان، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية