محلي

نكبة فبراير .. 13 عاماً من الفوضى والدمار والحقد السياسي

اليمن اليوم - شهاب السماوي:

|
11:35 2024/02/12
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ثلاثة عشر عاما من الخراب بدأت بتقليد هتافٍ ترددت أصداءه في أقصى غرب الوطن العربي استغله العاجزون عن ترجمة وتجسيد الديمقراطية في الوصول إلى السلطة من خلال الاحتكام لإرادة الشعب، لكن أصداءه سرعان ما تهاوت وامتزجت بغبار الفوضى واتجهت باليمن نحو الانهيار السياسي والاقتصادي وأدخلتها مرحلة الصراع والحرب والاقتتال وانتهت وعوده المغلفة بالتغيير إلى هذا الواقع المرير المثخن بالجراح والآلام والدموع والأحزان التي يعيشها ويعاني منها الشعب اليمني.

13 عاما منذ رفعت أحزاب الفشل السياسي شعار التغيير وهتفت بإسقاط النظام تغيرت خلالها ملامح الوطن وانتقلت باليمنيين من زمن المعلوم إلى زمن المجهول ومن الاستقرار إلى الشتات ومن النظام وسيادة القانون إلى الفوضى، ومن زمن الدولة والعمل المؤسسي إلى زمن المليشيات والاستبداد ومصادرة الإرادة الشعبية وحقوق المواطنة وحرية الرأي والتعبير وترسيخ حاكمية الفرد، ما يشير إلى أن المعركة التي أدارها أدعياء التغيير ضد الدولة في شوارع العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، مثلت إمتدادا لحصار السبعين الذي سعت فلول الملكية من خلاله لإسقاط الجمهورية قبل خمسين عام.

وإذا ما توقفنا لقراءة المشهد السياسي منذ العام 2009 وحتى اليوم فسنجد أن العلاقة بين شركاء الساحات كانت تسير وفق سيناريوهات متفق عليها مسبقاً وأن امتناع أحزاب اللقاء المشترك عن إدانة خروج الحوثيين على القانون ورفعهم السلاح ومواجهتهم للدولة في ست حروب جاء في إطار مؤامرة تستهدف الدولة والجمهورية والنهج الديمقراطي وأن تحالفهم لإسقاط النظام في العام 2011 لم يكن سوى تتويج لتلك العلاقة المشبوهة التي تشهد تناميا متصاعداً وتتجلى في تخادم الطرفين واتفاقهما على إفشال معركة استعادة الدولة.

اليوم ورغم ما خلفته نكبة الحادي عشر من فبراير من دمار وكوارث ومآسي إنسانية إلا إن من صنعوا محرقة الوطن ورووا أطماعهم بدماء الشباب يصرون من خلال احتفائهم بإسقاط النظام على عدم الاعتراف بأنهم أسقطوا النظام الجمهوري وانتصروا للكهنوت ودمروا اليمن وأعادوا اليمنيين إلى ما قبل العام 1962 ولم ينتصروا للشعب اليمني الذي يدفع ثمن ما اقترفوه جراحاً ودماءً وأرواحاً ويؤكد اليوم بكل بفئاته وشرائحه الاجتماعية على أن الحادي عشر من فبرار 2011 سيظل يمثل صفحة سوداء في تاريخ اليمن الحديث وحداً فاصلاً بين زمن الدولة واستقلال القرار السياسي وزمن اللادولة والارتهان والوصاية الأممية، التي حولت اليمن من كيان سياسي فاعل إلى ملفٍ يدار وفقاً لما تقتضيه أجندات وسيناريوهات السياسة الدولية والإقليمية.

اليوم وبعد مرور 13 عاما على نكبة فبراير تتجلى الكثير من الحقائق التي تؤكد أن مصطلح (إرحل) وكل شعارات التغيير المغلفة بالكثير من الوعود لم تعبر عن إرادة شعبية وتطلع إلى غدٍ أفضل بقدر ما عبرت عن حقد سياسي استهدف تدمير مؤسسات الدولة وتفكيك الجيش وتعطيل مسيرة الحياة وإعادة اليمن إلى عصور الظلام والفقر والجهل وهو ما يتجلى في إنهيار الحياة المعيشية للمواطنين وانهيار العملية التعليمية وانهيار المنظومة الصحية وتفشي الأمراض والأوبئة ووأد أحلام الشباب ومصادرة الحقوق والحريات.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية