كشفت الأمم المتحدة أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2023 لم يتم تغطيتها بحلول نهاية أكتوبر الماضي، إلا بنسبة 37.5% فقط من إجمالي تكلفتها البالغة 4.3 مليار دولار.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في أحدث تقاريره أن نقص التمويل أجبر منظّمات الإغاثة على تقليص أو إغلاق برامج المساعدات الضرورية.
ولا يزال اليمن أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يقدّر بنحو 21.6 مليون شخص (ثلثي السكّان) إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية، بسبب الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية الموالية لإيران أواخر مارس عام 2015.
وأشار التقرير الأممي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعزى في المقام الأوّل إلى استمرار الصراع والانهيار الاقتصادي، بسبب فجوات التمويل الحرجة، والتضخّم العالمي، وتحديات الوصول. كما زاد نقص الغذاء على مستوى العالم الوضع سوءاً، حيث تواجه العديد من الأسر الضعيفة في اليمن صعوبة في تأمين المواد الغذائية ولا يستطيعون تحمّل تكلفتها.
وقال التقرير إنه بالرغم من التحديات، واصلت وكالات المعونة تقديم المساعدات المنقذة للأرواح، إذ قدّمت 216 منظّمة إنسانية المساعدات الى ما معدّله 8.6 مليون شخص شهرياً.
وأضاف أنه في حين ظل عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم بالمساعدات حسب كل مجموعة قطاعية منخفضاً، واصل شركاء العمل الإنساني تقديم الدعم لملايين الأشخاص، حيث تم الوصول إلى ما معدّله 7.8 مليون شخص كل شهر بالمساعدات الغذائية، وتم تزويد حوالي مليون شخص بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، وتمّت مساعدة أكثر من 400 ألف شخص بالرعاية الصحية، وتلقّى ما يقرب من 530 ألف شخص الدعم التغذوي.
وأدّى الصراع إلى انهيار اقتصادي وفقر، فضلاً عن عدم كفاية الخدمات الأساسية بسبب تدمير البنية التحتية، ونقص الإمدادات والموظّفين، ومحدودية قدرات النظام العام.
وأتاحت الهدنة الأخيرة التي توسّطت فيها الأمم المتحدة استراحة مؤقتة من القتال، مع انخفاض كبير في معدّلات النزوح المرتبطة بالنزاع. ومع ذلك، تستمر الخدمات الأساسية والاقتصاد في التدهور، كما ارتفعت تكلفة الحد الأدنى لسلة نفقات الأسرة بأكثر من 50% في عام واحد فقط. ويكافح أكثر من 80% من السكّان من أجل الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمونة والخدمات الصحية الكافية.
وأطلقت الأمم المتحدة هذا الشهر نداءً لجمع نحو 2.8 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لليمن خلال عام 2024.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان بالتزامن مع إطلاق اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي للعام القادم: "نطلق نداءً بجمع 2.8 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية لـ 21.6 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى نوع من المساعدة خلال العام 2024".