عاد المشروع الإمامي الكهنوتي ودخل الظلاميون إلى عاصمة الجمهورية التي فشلوا في اسقاطها ودخولها قبل نصف قرن، وتحت شعار تصحيح مسار ثورة الـ26 من سبتمبر وجد الفكر السلالي ثغرةً لتنفيذ مخططاته وأجنداته في استهداف الثورة السبتمبرية وانجازاتها التي سرعان ما أصبح استهدافها وتدميرها هدفاً مشروعاً يحظى بدعم وتأييد الفارين من دولة النظام والقانون إلى الفوضى واللادولة.
بقناع جمهوري وزيفٍ ثوري عاد الإماميون بمشاريعهم الكهنوتية التي كان الزعيم علي عبدالله صالح قد حذر الشعب اليمني من عودتها في أكثر من خطاب وفي أكثر من مناسبة ووصفها بالخطر الذي يتربص بالجمهورية ويعمل على تغذية واستغلال الخلافات السياسية داخل الصف الجمهوري الذي لم يستوعب أبعاد التحذيرات، ومن أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقه اتجهت أحزاب وتنظيمات سياسية لعقد تحالفات مع الحوثيين منذ العام 2004 وتأييد ودعم خروجهم على القانون وإشعالهم ست حروبٍ ضد الدولة، وهو ما أكدته من خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي طالبت في مخرجاته جيش الجمهورية بالاعتذار للحوثيين.
لم تكن انتفاضة الثاني من ديسمبر ودعوة الزعيم علي عبدالله صالح أبناء الشعب اليمني للتحرك والانتفاض ضد الميليشيا الحوثية، حدثاً عابراً أو قراراً مفاجئاً بقدر ما كان ترجمةً وانتصاراً لإرادة شعبيةٍ وهم وطني يتشاركه كل أبناء الشعب اليمني االذي كان يشتعل بالثورة ضد ميليشيا الحوثي وينتظر من الزعيم علي عبدالله صالح إطلاق شرارتها منذ عدة أشهر وما استعداده للثورة يوم الـ24 من أغسطس 2017 عن يوم الثاني من ديسمبر ببعيد.
في الثنية كان الزعيم صالح للانتصار للجمهورية ويواجه قوى الظلام والكهنوت التي طالما حذر من عودتها، وفي شوارع وميادين كل المدن اليمنية كان أبناء الشعب اليمني يشتعلون غضباً وثورة ويواجهون عناصر الميليشيا ويطهرون البلاد من العفن السلالي وينتصرون لجمهوريتهم وحاضرهم ومستقبلهم في معركة سلمية أرعبت ميليشيا الكهنوت.
اليوم والشعب اليمني يحتفي بالذكرى السادسة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، تتكشف الكثير من الحقائق التي تؤكد أن الانتفاضة التي أشعلها الزعيم علي عبدالله صالح أسقطت أقنعة الزيف وانتصرت للثورة والجمهورية وأيقظت الشعب اليمني وأحيت فيه روح الثورة وزادته اصراراً على حماية الأهداف والمبادئ والقيم التي رسختها ثورة الـ26 من سبتمبر، بل ان انتفاضة 2 ديسمبر تحولت إلى رعب مستمر يقظ مضاجع الحوثيين ويحول دون تنفيذ مشاريعهم وأجنداتهم الطائفية والسلالية.
وإذا كانت الثورات تقاس بإنجازاتها وانتصاراتها فها هي انتفاضة الثاني من ديسمبر التي يبقى الزعيم رمزها وشهيدها، تبعث جيشاً جمهورياً من رماد الهيكلة، جيشٌ قادراً على حماية الثورة والجمهورية والانتصار لآمال وتطلعات الشعب اليمني ونسف المشاريع الظلامية التي تسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وها هي انتفاضة الثاني من ديسمبر تزداد اشتعالاً ضد مليشيا الكهنوت الحوثية كل يوم، وتؤكد أن دم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا تحولت إلى طوفان انتصار يسري في دماء وقلوب وضمائر اليمنيين.