محلي

الوفد العماني.. وساطة احادية الطرف وتوقيت يخدم الحوثيين

اليمن اليوم - تقرير خاص:

|
11:21 2023/08/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أثارت زيارة الوفد العماني إلى صنعاء والاعلان عن اجراء مباحثات جديدة مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الكثير من ردود الأفعال التي حملت في مجملها موجة من التساؤلات عن الدوافع الحقيقية للزيارة التي جاءت متزامنة مع تنفيذ أكبر حملة شعبية ضد فساد المليشيا ورفضها صرف مرتبات الموظفين.

ومنذ أعلنت ميليشيا الحوثي عن وصول الوفد العماني إلى صنعاء ظهر الخميس تساءل اليمنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الدور الذي تلعبه سلطنة عمان فيما تسميه بالوساطة التي لم يتكشف غموضها ويعُلن عن طرفيها حتى الأن، ولا يتم تحريكها إلا في الأوقات التي يتم فيها تضييق الخناق على الحوثيين.

واعتبر الكثيرون أن الزيارة أشبه ما تكون بطوق نجاة لميليشيا الحوثي التي ستسعى لاستغلالها كما فعلت من قبل لتهدئة غضب الشارع اليمني واسكات الأصوات المطالبة بصرف المرتبات والالتفاف على إضراب المعلمين من خلال الادعاء بأنها تجري مشاورات تتعلق بالملفات الانسانية وقضية صرف المرتبات وهو ما سارعت للحديث عنه من خلال تصريحات عدد من قياداتها بعد ساعات على وصول الوفد العماني.

وتأتي زيارة الوفد العماني بعد سيل من التهديدات التي أطلقتها جماعة الحوثي والتي توعدت فيها بتصعيد عسكري جديد ضد السعودية والملاحة في البحر الأحمر، ما يشير إلى أن تلك التهديدات لم تكن سوى مقدمة لتبرير تفعيل الدور العماني وإرسال رسالة للاعبين الاقليميين والدوليين تدعوهم لتفعيل الجهود الدبلوماسية وتحريك المحادثات التي توقفت بسب التعنت الحوثي المصحوب بالكثير من الاشتراطات.

مراقبون أكدوا أن دور الوساطة العمانية الذي تقول السلطنة أنها تلعبه، لم يتم الافصاح إلا عن طرفٍ واحدٍ فيها وهو جماعة الحوثي فيما لا يزال الطرف الثاني غامضاً حتى الأن، مشيرين إلى أن احاطة المحادثات مع الحوثيين بالسرية التامة وعدم الافصاح عن فحواها أو إلى ما ستنتهي إليه، يشير إلى وجود ملفات أخرى يتم التباحث حولها لا علاقة لها بملف انهاء الصراع والملفات الانسانية التي يراد لها أن تظل عنوانا يتم التسويق له في الداخل اليمني.

وأشاروا إلى أن نجاح مثل هذا النوع من الوساطة الأحادية الجانب لا تحققه لأن مثل هذه الوساطات مبنية على أساس تحقيق مصالح طرف واحد وتأتي من منطلق تحالفات وسيناريوهات أهداف حلفاء إقليميين مثل إيران، بل وتوجيهها لخدمة مصالح وأجندات الوسيط نفسه، دون التفات لما يتطلع إليه الشعب اليمني ودون اكتراث بتأثيرات ما قد تسفر عنه الوساطة على حاضر ومستقبل اليمن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية