تواصل ميليشيا الحوثي استهداف المساجد وتدمير قدسيتها وانتزاع وتشويه روحانيتها وتحويلها إلى مقرات ومنصات لنشر فكرها السلالي والطائفي الذي تحول إلى برنامج يومي تفرضه على المواطنين.
ما إن ينتهي المصلون من أداء فريضة صلاة المغرب ويغادرون لتناول وجبة الافطار في منازلهم حتى تبدأ عناصر مليشيا الحوثي بالتوافد إلى المساجد وهم يحملون القات والماء المشروبات الغازية ويتأبطون المداكي والوسائد، ليجد رواد المساجد أنفسهم عند عودتهم لأداء صلاة العشاء أمام لجان أمنية تجبرهم على الوقوف في طوابير والخضوع للتفتيش الدقيق فيما يتم السماح لعناصر الميليشيا بالدخول وهم مدججين بالأسلحة وكأنهم يستعدون لخوض معركة في المساجد التي يفاجأ المصلون عند دخولها بتحولها إلى مقايل ولوكندات تكتظ بالمخزنين لمتابعة محاضرات جوفاء يهذي بها الحوثي في رمضان.
يؤذن المؤذن وما إن تقام صلاة العشاء حتى تتجلى حقيقة الإيمان والكفر ويتبين من من الناس دخل المسجد لعبادة الله والوقوف بين يديه ومن دخله لعبادة صنمٍ بشري وينتظر ظهوره من خلال الشاشات المعلقة على جانبي محراب الصلاة في واجهة القبلة، وما بين الآذان والإقامة يُعرف الحوثيين بسيماهم وهم متربعين على المداكي يمضغون القات ويتبادلون الأحاديث غير مبالين بالصلاة وبما يحدث أمامهم وكأنهم اثنية لا تنتمي للمسلمين.
ولأن الغريب العجيب يبقى حوثيا يفاجأ المصلون عند مناداة عناصر الميليشيا للصلاة بقولهم نحن مجاهدين وقد جمعنا صلاة المغرب وصلاة العشاء قبل المجيئ إلى المسجد.. الأمر الذي اثار استغراب وتساؤل المصلين عن الوقت والمدة التي استطاع فيها "مؤمني الحوثي" أداء صلاتين وتناول العشاء، رغم أن موعد إفطارهم يأتي بحسب التقويم الحوثي بعد أذان المغرب بعشر دقائق أي بعد الانتهاء من صلاة المغرب في صنعاء.
تنتهي صلاة العشاء وتبدأ طقوس المليشيا الرمضانية، ويسارع عناصرها لتشغيل الشاشات التلفزيونية وتوجيه قبلة المسجد نحو القنوات الحوثية الناقلة لطقوس الجماعة التي لا تتوقف عند حدود تدمير سكينة المساجد وتتجاوزها إلى إقلاق السكينة العامة في الأحياء السكنية من خلال تعمد المليشيا نقل مثل هذه الطقوس الدخيلة على المجتمع عبر مكبرات الصوت وميكرفونات المساجد ما يشير إلى أن الجماعة تجبر المواطنين على الاستماع لبرامجها وملاحقتهم بها إلى منازلهم.
ومنذ اقتحام جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، تحولت المساجد إلى ميدان معركة تخوضها المليشيا بشكل يومي، ووفقا لتقرير حقوقي فقد بلغت الانتهاكات والجرائم الحوثية التي طالت المساجد نحو (3370) جريمة، أسفرت عن (109) حالة قتل طالت خطباء وأئمة مساجد، ومصلين، و(132) حالة إصابة جسدية، و(376) حالة اختطاف و(52) حالة تعذيب جسدي ونفسي منها (6) حالات تعذيب حتى الموت.