محلي

صنعاء.. مدينة النور المصلوبة على مشانق الظلام والكهنوت

اليمن اليوم - شهاب السماوي:

|
02:50 2023/03/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تستهدف ميليشيا الحوثي الأسواق والمآثر التاريخية لمدينة صنعاء وتعمل على تدمير تاريخ وهوية الشعب اليمني واستبدال حقائقه بزيف ادعاءاتها وأكاذيبها وتعمل من خلال طمس تراث اليمن الفريد على تأصيل مشاريعها الطائفية والسلالية وتصوير نفسها على انها جزء من تاريخ وثقافة اليمنيين.

بين عشية وضحاها تحول الجامع الكبير الذي بناه الصحابي الجليل وبر بن يحنس الأنصاري في صنعاء بأمر من رسول الله ﷺ في السنة السادسة للهجرة كثالث مسجد بني في الإسلام بعد مسجد قباء والمسجد النبوي، إلى ملكية سلالية خاصة وحق حصري لجماعة الحوثي تم تأميمه من قبل اليمنيين وتعمل اليوم على استرداده من أيدي مغتصبيه.

وإنطلاقا من هذا المفهوم وكخطوة أولى لتأسيس مشروعها السلالي الطائفي أقدمت جماعة الحوثي الموالية لإيران على تغيير اسم المسجد الذي عُرف به لأكثر من 1330 عاما من الجامع الكبير إلى جامع الإمام علي بن أبي طالب، مدعية أن الإمام علي هو من قام بتأسيسه وبنائه، وأنها وجدت بين مخطوطات مكتبته التي تحوي الكثير من الوثائق والمخطوطات التاريخية النادرة ما يثبت أحقيتها وملكيتها له ولوقفياته في مدينة صنعاء.

وفي الوقت الذي تؤكد المصادر التاريخية أن رسول الله ﷺ بعث عليّ بن أبي طالب إلى اليمن في شهر رمضان من السنة العاشرة للهجرة، أي بعد بناء المسجد بأربع سنوات، وأن ابتعاثه اقتصر على مناطق همدان ولم يصل إلى صنعاء إلا أن جماعة الحوثي تصر على انكار حقائق التاريخ الإسلامي وتصف كل ما جاء فيه بالثقافة المغلوطة وتفرض على اليمنيين تاريخا مزيفا يحوي الكثير من المغالطات والأكاذيب التي ترتكز على أن الإمام علي وصل إلى صنعاء وأن سكانها دخلوا الإسلام على يديه وأنه هو من بنى الجامع الكبير.

واستنادا على مثل هذه الأكاذيب والمغالطات نفذت جماعة الحوثي حملة مصادرة للعديد من الأسواق التاريخية والمحال التجارية والمنازل الأثرية والساحات العامة مدعية أنها وقفيات تعود لـ "علي بن أبي طالب" ما يشير إلى أن تغيير اسم الجامع الكبير لم يكن سوى عنوان لسيناريو حوثي ومخطط يستهدف تدمير مدينة صنعاء القديمة ونهب حقوق وممتلكات أبنائها الذي حولتهم المليشيا من مالكين وأصحاب حقوق توارثوها جيلا بعد جيل إلى متهمين ومدانين.

وعلى أنقاض أربعة أسواق تاريخية تضم مباني ومحال تجارية، تسعى المليشيا لتدميرها، تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تحوي مخططات وتصاميم هندسية تشير إلى أن جماعة الموت الحوثية تتجه لبناء حوزة ومزار طائفي وحسينية تحاكي المزارات والحسينيات المقامة في إيران، ما يشكل تهديدا للمدينة وطابعها المعماري الفريد.

الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي في مدينة صنعاء قوبلت برفض واستنكارٍ واسع من مختلف الفعاليات الاجتماعية، حيث عبر العديد من الصحفيين والكتاب والحقوقيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن ادانتهم ورفضهم للممارسات العبثية التي تقوم بها جماعة الحوثي، مؤكدين أن ما يقومون به يمثل أكبر تهديد للمعالم التاريخية والأثرية للمدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي، بل ويستهدف تدمير الهوية التاريخية والثقافية لليمن.

وأكد مراقبون أن الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له مدينة صنعاء وإقدام مليشيا الموت الحوثية على تدمير وطمس مآثرها وحقائقها التاريخية واستبدالها بمعلومات مزيفة ومختلقة وفرضها على اليمنيين بقوة السلاح، يشير إلى أن الجماعة السلالية تسعى لتأصيل مشاريعها الطائفية وغرس جذورها في أعماق التاريخ اليمني متبعة ذات الاسلوب الذي استخدمه أسلافهم الفرس في تأصيل أنفسهم في اليمن، بعد سقوط إمبراطورية فارس على أيدي العرب الفاتحين، والذي تخلوا فيه عن هويتهم وارتدوا هوية ونسبا جديدا كعرب قرشيين من البيت الهاشمي واستبدال أسمائهم الفارسية بأسماء عربية إسلامية حرصوا على أن تظل لصيقة بالدين وكأنهم أهله وقناديله التي لا تنطفئ.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية