يواجه الأطباء صعوبة في تحديد ما إذا كان التدهور المعرفي لدى كبار السن ناتجًا عن مشاكل الأوعية الدموية أو مرض الخرف.
وتوصل بحث جديد إلى علامة بيولوجية مرتبطة بتسبب الأوعية الدموية في الضعف الإدراكي، والتي يمكن أن تساعد في التمييز بين الضعف الإدراكي بسبب الخرف أو مرض الأوعية الدموية، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن Journal of the Alzheimer’s Association.
تلف الخلايا المبطنة
يسبب مرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة تلفاً تدريجياً للخلايا المبطنة للأوعية الدموية الصغيرة للدماغ ومن المعروف أنه يساهم بشكل كبير في ضعف الإدراك والخرف.
إن الأضرار التي لوحظت في الأوعية الدموية الدماغية تظهر في حالات الأوعية الدموية مماثلة تم رصدها لدى مرضى الزهايمر، مما يجعل من الصعب التأكد من السبب.
تقليل التخمين
بينما يعتمد الأطباء على التصوير بالرنين المغناطيسي MRI والتصوير المقطعي المحوسب المحوسب CAT للتمييز بين تلف الأوعية الدموية ومرض الزهايمر، فإن هناك قدرًا معينًا من التخمين. وتعد نتائج البحث، التي حددت علامة بيولوجية تشخيصية، وسيلة يمكن من خلالها التقليل من بعض التخمين.
تولد الأوعية الجديدة
ركز البحث، الذي قادته جامعة كاليفورنيا UCLA، على تكوين الجسم لأوعية دموية جديدة من الأوعية الموجودة، وهي عملية تسمى "تولد الأوعية". ينطوي تكوين الأوعية الدموية على شبكات إشارات بين الخلايا البطانية وداخلها، وهي النوع الرئيسي من الخلايا الموجودة في بطانة الأوعية الدموية.
افترض الباحثون أن الجسم يحاول إصلاح الأوعية الدموية الدماغية التالفة عن طريق تعزيز تكوين الأوعية الجديدة. وركزوا على عامل نمو المشيمة PlGF، وهو جزيء رئيسي في عملية تكوين الأوعية معروف بأنه مرتبط بتنظيم تدفق الدم في المخ.
كجزء من الدراسة، خضع 335 مشاركًا لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والاختبارات المعرفية. تم أخذ عينات الدم التي تضمنت قياس مستويات PlGF.
مستويات عالية من البلازما
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين يعانون من ضعف إدراكي وتصوير دماغي يتوافق مع مرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة لديهم أيضًا مستويات عالية من البلازما من عامل نمو المشيمة PlGF.
كما تبين أن أولئك في الربع الأعلى لمستويات PlGF – وهم أكثر من 75٪ من المشاركين الذين تم اختبارهم - كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف الإدراك أو الخرف بثلاثة أضعاف من أولئك الذين يوجد لديهم مستويات قليلة من البلازما من PlGF.
جزئ PIGF لتشخيص دقيق
يعد تحديد PlGF كمؤشر حيوي لمساهمة أمراض الأوعية الدموية في التدهور المعرفي خطوة مهمة نحو التمييز بين هذا النوع من الضعف الإدراكي والسبب عن مرض الزهايمر.
وقال بروفيسور جيسون هينمان، الباحث الرئيسي في الدراسة "إن إضافة مؤشر حيوي قائم على الدم، ويرتبط بالإجراءات التقليدية للإصابة بمرض الأوعية الدموية، يمكن أن يسمح لمقدم الرعاية الصحية بالقدرة على التمييز بين المريض المصاب بالخرف السائد في مرض الزهايمر مقابل المريض الذي يعاني من تأثير سلبي كبير بسبب مرض الأوعية الدموية"، موضحًا أنه كمؤشر حيوي "في الوقت الحالي، يعتبر أفضل نوع من تخمين الطبيب، لأنه يمكن أن يكشف مباشر عن التشخيص" الأكثر صوابًا.