أطلقت منصة كاسبرسكي، Kaspersky Security Network (KSN)، والتي تُعد المنصة المتخصصة في معالجة المعلومات المتعلقة بالتهديدات الأمنية، تقريرًا جديدًا قالت فيه أن المملكة العربية السعودية تمثل هدفًا متصاعدًا للهجمات المصرفية من خلال البرمجيات الخبيثة، فقد شهدت المملكة ارتفاع هجمات التروجانات المصرفية 43% خلال النصف الأول من العام الحالي 2019.
حيث استعرضت منصة KSN هجمات إلكترونية حدثت في المملكة بين يناير ويونيو الماضيين، وقارنتها بالفترة نفسها من العام 2018.
الهجمات ترتفع في السعودية لكنها تبقى أقل من المعدل الإقليمي
وفيما ارتفعت التهديدات الأمنية المسجلة في العديد من المجالات مقارنة بالنصف الأول من العام 2018، انخفضت نسبة بعضها، ما يدلّ على أن الاستثمار الكبير في البنية التحتية الأمنية وارتفاع الوعي، سواء بين الأفراد أو على نطاق الشركات، يقلّل من جاذبية المملكة بوصفها هدفًا للهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، فإنّ النظر إلى النصف الأول من العام باعتباره فترة أكثر هدوء من الناحية الأمنية من النصف الثاني في العادة، يحدّ من الإفراط في التفاؤل بحسب تعبير كاسبرسكي.
وبالرغم من ارتفاع هجمات التروجانات المصرفية 43% في المملكة، إلا أنها استمرت أقل من المعدل الإقليمي البالغ 55% بنفس الفترة.
كما أن هجمات طلب الفدية التي جاءت في المرتبة الثانية كانت أقل من المعدل الإقليمي 42.7%، حيث ارتفعت 35% بالمملكة.
وكذلك، فإن السعودية سجلت في النصف الأول من 2019 انخفاضًا بنسبة 29% في هجمات التصيّد، مقارنة بالنصف الأول من 2018.
ويأتي هذا في تطور إيجابي مقارنة بالنمو الذي حدث على مستوى المنطقة وبلغ 20.6%. لكن نبغي ألا يدفع هذا الانخفاض الشركات للتساهل، فقد كان مما يلفت الانتباه أن منصة KSN سجلت زيادة مذهلة بنسبة 334% في حوادث التصيّد التي وقعت في الربع الأول من 2019 مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وذلك في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا.
أما الهجمات بالبرمجيات الخبيثة في المملكة فسجلت انخفاضًا قدره 19% بحين شهد الشرق الأوسط نموًا في هذه الهجمات بنسبة 5.8%.
صورة نمطية تساهم بوجود الهجمات المصرفية
وعبر ماهر يموت، باحث أمني أول لدى كاسبرسكي بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، حول هذه النقطة بالقول: “الشركات والأفراد في المملكة العربية السعودية من بين الأكثر عرضة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمختلف أشكال التهديدات الإلكترونية”
وأردف بحديثه: “الصورة النمطية الشائعة في أنحاء العالم عن مجتمع ثري قادر على دفع مبالغ مالية مقابل كل هجوم ناجح”
وأضاف: “ظلّت كاسبرسكي في طليعة الجهات التي قادت حملة توعية مركزة امتدت لسنوات عديدة وأسفرت الآن عن اتخاذ تدابير أفضل على المستوى المؤسسي، في حين حسّنت قدرة الأفراد على التعرّف على التهديدات الإلكترونية. كذلك وجدت دراستنا المعنونة بـ “اقتصاديات تقنية المعلومات” أن الموازنات الأمنية لدى الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في العام 2019 ارتفعت إلى 24 مليون دولار، مقارنة بنحو 5.6 ملايين دولار فقط في 2018. وقد أدّى اجتماع هذين العاملين معًا إلى التخفيف من تأثير الحوادث مع التقليل من انجذاب الجهات التخريبية إلى المملكة واستعدادها لاستثمار الوقت والجهد في شنّ هجمات عليها.”
تجدر الإشارة إلى أن منصة KSN تمثّل تصورًا للتعاون العالمي الموجّه ضدّ الهجمات الإلكترونية، وتعتمد على المساهمات الاختيارية من عملاء كاسبرسكي بوصفها مصدرًا رئيسًا للبيانات المتعلقة بالتهديدات. وتساعد المساهمة في تقديم البيانات المجمّعة مع السماح بتحليلها عبر تقنيات كاسبرسكي للذكاء الاصطناعي ومن قِبل خبراء الشركة، على ضمان الحماية من التهديدات الإلكترونية الجديدة المحدقة بالشبكات الأكبر حجمًا.
كما تساعد المنصة شركة كاسبرسكي على الاستجابة السريعة للتهديدات الإلكترونية الناشئة، وإتاحة أعلى مستويات الحماية والمساعدة بتقليل عدد الإنذارات الخطأ.