أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى ال 60 لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة التي قضت على أسوى نظام كهنوتي في شمال الوطن وكانت المنطلق الرئيسي لتفجير ثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة في جنوبه.
والأساس المتين لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة وبناء اليمن الجمهوري والديمقراطي والتنموي الحديث...
اليوم وبعد مرور ستون عام من عمر ثورة ال 26 نستقبل الذكرى ال 60 لهذه الثورة الخالدة التي حررت الوطن من الاستبداد والاستعباد والاستغلال والاستعمار والتجهيل والتفقير والإذلال وقد عاد الاستبداد والاستعباد وعادت الإمامة والدكتاتورية والوصاية والاستعمار بمختلف الألوان والأشكال
نستقبلها اليوم وقد تعدد وجوه الطغاة وزاد عدد العبيد والعلوج والأذيال وعادت الفوارق والامتيازات بين الطبقات وانحصر المجتمع اليمني بين أقلية قليلة ثرية وغنية غناء فاحش وغالبية عظمى مسحوقة وفقيرة فقراً مدقع...
اليوم نستقبل الذكرى ال60 لهذه الثورة المباركة التي أنشأت جيشاً وطني قوي قادر على حماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها وجيشنا الوطني قد تم التآمر عليه وتمت هيكلته وتسريحة وتقسيمة وتمزيقه.
نستقبلها ونحن دون جيش موحد ومؤهل ومدرب وقادر على حماية البلاد وحماية الثورة وحراسة المنجزات...
اليوم نستقبل الذكرى ال 60 لهذه الثورة العظيمة التي رفعت مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وقد انخفض وتراجع وهبط هذا المستوى في كل مجالات وجوانب الحياة إلى أقصى درجات الهبوط وأبعد مسافات التراجع.
نستقبلها والاقتصاد الوطني منهار والأسعار قد تضاعفت مئات الأضعاف والعملة الوطنية منهارة وفي حالة احتضار والحياة السياسية منعدمة والحرية والديمقراطية مجرمة والتعبير عن الرأي جريمة والثقافة ممنوعة والمحبة والتآخي والدعوة للسلام محاربة ومكروهة...
إن ثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة قد نقلت الشعب من حقبة الظلم والجهل والتخلف إلي عهد العدل والعلم والنور والتقدم فبمجرد أن تم القضاء على النظام الأمامي الكهنوتي أشرقت شمس الحرية وانطلقت عجلة البناء والتنمية وتحرك قطار الجمهور حاملاً معه كل المشاريع الحضرية والأهداف والأحلام الوطنية والمبادئ والقيم النبيلة...
هذه الثورة السبتمبرية التي ناضل من أجلها الشعب اليمني وضحى بخيرة أبنائه وقياداته من أجل إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني يستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف يقترب عيدها ال 60 والمجتمع اليمني مقسم وممزق ويمر في مرحلة صراع وقتال وعداء وقد تخلى عن دينه الحنيف وعن أنظمته وقوانينه المستمدة من الشريعة الإسلامية السمحأ...
نستقبل العيد الستين لهذه الثورة التي حققت الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة والوطن علي مشارف التفتيت والتشتيت والأقلمة والانفصال والتقسيم والتمزيق.
نستقبل عيد ميلادها وحلم الوحدة العربية الشاملة قد تلاشى وتعقد وانكمش إلى الحلم ببقاء الوحدة اليمنية التي أصبحت في مهب الريح...
هذه الثورة المجيدة التي هدفت إلى احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية نستقبل عيدها ال 60 والأمم المتحدة نفسها لم تعد تحترم مواثيقها ولا تطبق توصياتها ولا تنفذ قرارات مجلس أمنها ولا تتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي ولا تتراجع عن انحيازها لأطراف الصراع في أي مجتمع ضد الأطراف الأخرى...
اليوم نستقبل العيد الوطني ال60 لثورة ال 26 من سبتمبر والوطن جريحاً والشعب اليمني يتيماً والأرض محروقة والأجواء مجروحة والمخططات العدونية محبوكة والهوية ممسوخة والدماء الزكية مسفوكة...