الخمسة الكبار في مجلس الأمن قدموا لغة مختلفة في إجتماع المجلس أمس ، حيث نحو صراعاتهم ذات الطابع الدولي من أوكرانيا وحتى الحرب الاقتصادية مع الصين ، وتوافقوا على ضرورة توحيد الجهود وتقريب وجهات النظر ،والبحث عن مسودة حل توافقية للحرب الدائرة منذ حوالي ثمان سنوات، في بلد هش قبل الحرب وأكثر هشاشة أثناءها .
مجلس الأمن الذي عقد أمس الإثنين جلسة خاصة باليمن ،أكد على ضرورة العمل من أجل تمديد الهدنة التي ستنتهي في الثاني من أكتوبر ، وإضفاء عليها صفة الاستمرارية ، تمهيداً للانخراط في مسار الحل السياسي وإرساء السلام المستدام.
هذا التمديد مفتوح الزمن للهدنة التي تعمل عليها الدول الكبرى، لن تكون مجانية بل هي هدنة مقابل مكاسب وترضيات منها رفع سقف الانسيابية في دخول السفن المحملة بالنفط، وتوسيع عدد الرحلات من مطار صنعاء وإضافة وجهات سفر متعددة ومكاسب أُخرى غير معلنة.
اجتماع مجلس الأمن تزامن مع جولة مكوكية للمبعوث الإمريكي ليندركينج للمنطقة، وتحديداً للدول ذات الصلة بملف الصراع ،حيث زار مسقط والتقى بوفد الحوثي المقيم هناك، وعاد إلى أبوظبي ليلتقي برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ويعود إلى مسقط ثانية ومن ثم الرياض ، ما يوحي أن واشنطن تحمل مسودة حل تستمزج فيها أرآء جميع الأطراف المنخرطين بالصراع، بعد أن تم التوافق عليها بين واشنطن ولندن وموسكو وبكين.
صحيح لا أحد يعلم تفاصيل هذه المسودة ولكن مجرد التقارب في وجهات النظر بين صناع القرارات الدولية، يشي أن ممكناً جديداً يطرح نفسه الآن، إسمه إحداث إختراق في جدار الأزمة، هذا مالم تدخل إيران بثقلها ككاسر إجماع دولي، على خلفية ملفها النووي.
في ملف حرب اليمن هناك شيءٌ ما يتحرك إلى الأمام.