عندما يكون القائد داعية ومحرضا على الحروب والفتن والصراعات وحل الخلافات بالطرق العدوانية والعنيفة، فإن ذلك ليس دليل شجاعة ولا دليل قوة، وعندما يكون القائد داعية للسلام والتعايش السلمي وحل الخلافات بالطرق السلمية، فإن ذلك ليس دليل خوف ولا جبن، كما يحاول البعض تصوير هكذا مواقف كما يحلو له وكما ينسجم مع تفكيره وتوجهاته ومصالحه.
والحقيقة أن تلك المواقف السابقة هي نتاج ثقافة تربى ونشأ عليها هذا القائد أو ذاك، وهي من ترسم معالم منهجه وسلوكه السياسي أو العسكري، وهي من تحدد مواقفه تجاه كل القضايا والمشاكل في هذه الحياة ، وكل ذلك يدفعنا إلى حقيقة مهمة قد يكون العديد من الناس غافلين عنها بسبب الثقافة المغلوطة والتعبئة الخاطئة، وهي أن الدعوة للسلام ليست بالأمر السهل بل إنها من الصعوبة بمكان، فهي تحتاج لشجاعة وقوة أكثر مما تحتاجها الدعوة للحرب.
فمن السهل إعلان الحرب، لكن من الصعب إيقافها وتحقيق السلام..
فدعاة السلام هم فقط القادة العظماء والحكماء الذين لديهم القدرة على كبح جماح أهواء ونزوات وأطماع أنفسهم الشخصية والسلطوية، وهم الذين لديهم القدرة على ضبط دوافع أنفسهم الانتقامية والعدوانية ضد الآخر..