يورانيوم، زئبق، مكائن، أتاريك، أحجار كريمة، لبان، آثار، عملات معدومة ومضروبة، كنوز حميرية، روحانيون، خبراء من آسيا وأفريقيا.. مسميات وصفات وبضائع وهمية وأسواق محتدمة لصفقات تجارية افتراضية تدور في الهواء، وتتطاير حولها في الخفاء والظاهر مئات الملايين ومليارات الريالات التي يتم تبادلها بين هوامير ومسوقين ومتسوقين..!!
وعندما تتتبع أو يحدثك متابعون، وتبحث حول من يقف وراء تلك الأسواق الافتراضية، تقودك كل الخطى والخيوط إلى قيادات من الصف الأول في ميليشيا الحوثي الانقلابية، هي من تنشط تلك التجارة الوهمية وتشعلها بالضخ المتواصل مالياً ودعماً وترويجاً وحتى إعلامياً.!
فضلاً عن نشاط حي في تجارة المخدرات، وتحويل اليمن إلى واحد من أهم الممرات التي تسلكها تجارة المخدرات بين شرق آسيا من جهة، وغربها وشرق أفريقيا وصولاً إلى المتوسط من جهة أخرى، إذ ترتبط ميليشيا الحوثي الانقلابية ارتباطاً مباشراً مع حزب الله في لبنان، والمشهور عالمياً بنشاطه في تجارة المخدرات.
وبالإضافة لعمليات غسل الأموال وتجارة البترول وكوارث الجبايات ومصادرات الأموال والثروات والعقارات، بات من غير الخفي أبداً نشاط تلك القيادات في تجارة المخدرات محلياً ودولياً تديرها قيادات حوثية وسطى.
وبالنظر لهذه الحالة يشعر المرء العاقل بمزيج من الفوضى الذهنية والتاريخية والواقعية التي باتت مخترقة، فوضى فكرية عامة ناتجة عما هو أشد من الفوضى، عما يمكن تسميه مركبات من الفوضى المتداخلة في بعضها، وهي الطريقة التي تستخدمها المليشيات الإرهابية على مستوى العالم.
فالبيئة الطبيعية لتفاعل وتكاثر وسيطرة تلك الجماعات هي الفوضى، وهذا ما تبرع في تنفيده وإدارته جماعة الحوثي، في مناطق تواجدهم وسيطرتهم ، وبأفكار سوداء ظلامية رجعية وأدوات وأساليب عصرية تصل بالنفوذ إلى مداه الأقصى وتستحكم العصابة على إدارة الفوضى.!
وفي النهاية يجد المتأمل والدارس والمتابع وكذلك من كان لديه شيء من تفاؤل، أنه أمام عصابة إجرامية منظمة ومنتقمة، لن تتوقف عن قضم اليمن، ومالا تستطيع قضمه تنهكه دماراً وإتلافاً، جماعة دعية ماكرة تتعمد استنزاف اليمن إنسانا وحضارة وأرضاً، تحت دعاوى تاريخية وهمية، تخدع بها العامة وأحياناً الخاصة أيضاً.!