أقر مجلس النواب في صنعاء الواقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- مشروع قانون لإنشاء ما أسميت أكاديمية عليا للقرآن الكريم وعلومه، فيما عدّه نواب في صنعاء تدميراً ممنهجاً للتعليم، واستهدافاً صارخاً للمعايير والشروط التعليمية.
وبحسب مضمون مشروع القانون فقد جاء في المادة (3) أنّ إنشاء الاكاديمية يهدف إلى "ترسيخ الهوية الإيمانية للأمة من خلال تعليم القرآن الكريم، وتجسيد المشروع القرآني في المجتمع"، وهي مصطلحات وشعارات حوثية ذات أبعاد مذهبية وطائفية ومناطقية تستهدف تقسيم المجتمع اليمني.
وأكد النائب أحمد سيف حاشد، أن مشروع قانون اكاديمية القرآن لم يستند للدستور والتشريعات اليمنية "وإنما أسندوه للرؤيا الوطنية غير الوطنية.. الله يرحم اليمن ودستور اليمن"..
وتعليقاً على مضامين مشروع القانون قال النائب حاشد على تويتر: "الجهل يتسيد حياتنا ويهدم ما بقي من صروح العلم في صنعاء"، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي بذلك تغتال "المعايير والشروط الأكاديمية كما اغتالوا قبلها المواطنة ومعايير وشروط الوظيفة العامة".
ونص مشروع الأكاديمية الحوثية على ضم 8 من قيادات الحوثي في رئاسة وعضوية المجلس الأعلى للأكاديمية والذي -حسب المشروع- سيتولى "رسم السياسة العامة للمؤلفات العلمية والتطبيقية اللازمة في مجال القرآن الكريم وعلومه والدراسات الإسلامية"، وإقرار برامج الدراسة والتدريب بالأكاديمية ومناهجها، وتعيين أعضاء هيئة التدريس، والموافقة على طلب انتداب الأساتذة من الجامعات اليمنية للتدريس بالأكاديمية، والمصادقة على النتائج العامة للاختبارات.
وذكر النائب أحمد سيف حاشد من مواد مشروع قانون الأكاديمية الحوثية أن يكون من مكونات هيئة التدريس في الاكاديمية العلماء والخطباء المتمكنون الذين يقرر المجلس الأعلى التعاقد معهم، وهو ما يعني - حسب النائب حاشد- "اكاديميون حتى وإن كانوا بدون شهادة صف خامس ابتدائي.. المهم خطيب جمعة متمكن حتى وإن كان بدون شهادة". وقال: "حذفت اللجنة شرط الثانوية العامة من نص مشروع القانون.. يعني أكاديمية دون ثانوية عامة".
وأضاف النائب حاشد "شالوا جامعة الإيمان، واستبدلوها بأكاديمية للقرآن، ديمة خلفوا بابها، الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة، جماعات دينية بنفس المنهج والمضامين وإن اختلفت أثوابها وأقنعتها"..