مشرف "حوثي" أراد أن يفرض نفسه بالقوة خطيباً على المصلين، بسلاحه وعنجهيته ونظراته التي توحي بالتكبر والتعالي على الناس، وفي يديه ورقة بيضاء يحملها وكأنها توجيهات الله يمشي بها كتوكيل له من السماء للقيام بمهمة التبليغ، ما إن دخل المسجد حتى وجد نفسه أمام الرفض الكامل من المصلين، وصاحوا في وجهه وهو يحمل بندقيته: ما فيش صلاة بالقوة.
الرفض من داخل المسجد والامتناع عن أداء الصلاة فيه، هو نوع من المقاومة، وهو وسيلة ناجحة في مواجهة خطاب الكراهية الذي يستخدمه "الحوثي" من داخل المساجد وباسم الدين.
يعتبر هذا الرفض ضمن محاولات الناس البسيطة لمقاومة المد الكهنوتي الذي يسعى إلى سلب عقولهم وعقيدتهم وثقافتهم.
مقاطع الفيديو التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي وفيها مشاهد خروج الناس من المساجد التي يعتلي منابرها خطباء حوثيون، أو تلك التي تُظهر المواجهة الكلامية الرافضة لاعتلاء المنبر خطيب حوثي، هي نقطة مهمة تعمل على تقوية المقاومة المعنوية للناس في مناطق أخرى.
المقاومة المعنوية تعتبر وسيلة ناجحة في ظل السيطرة الأمنية "للحوثي"، ومع مرور الوقت تتشكل هذه المقاومة وتصبح نهجاً أكثر ثباتاً في حال وجد هناك من يتبنى تلك المقاومة في إطار كلي، عبر توجهات حقيقية وسالكة لتحقيق طموحات الناس والوصول إلى المقاومة الشاملة لإسقاط هذه الحركة التي تتبنى المشروع الإيراني الطائفي.
يعمل الحوثي على تجريف هوية المجتمع الدينية واستبدالها بالقوة بهوية دينية يستخدمها لصالح مشروعه الطائفي، الذي يعطيه الحق بالحكم والسلطة والثروة كتوجيه سماوي دون بقية الناس، وباسم الدين يريد أن يستولي على الناس، وهنا يجب أن تستمر مقاومته بنفس الأسلوب الذي يستخدمه، وهو الرفض لأداء الشعائر في ظل سطوته وقوته داخل المساجد.