فاقد السيادة والكرامة في صنعاء، لن يمنحهما لمأرب.. فمأرب التاريخ والثروات كانت وما زالت هي من تمنح وتّمِد صنعاء بكل المقومات، وليس العكس!!
الكرامة والسيادة اللتان يريدهما الحوثي لمأرب، ويقدم لأجلهما مئات القرابين من الزنابيل المغرر بهم، هما نفسيهما السيادة والكرامة اللتان يدوس عليهما الإيراني ايرلو في صنعاء، حيث لا قول يعلو فوق قوله، وكل قادات وزعامات الحركة الحوثية مجرد أتباع رخاص باعوا أنفسهم لإمامهم الإيراني الأكبر، وهم هنا مجرد تلاميذ سمعاً وطاعة لكل ما يأمر به مندوب خامنئي في صنعاء وحاكمها الفعلي المدعو ايرلو.
ما يجري في صنعاء هو الارتزاق الحقيقي وفق كل المعاجم.!
لاحظوا صور فعالية أقامها الحاكم الإيراني حسن ايرلو في العاصمة اليمنية صنعاء قبل فترة، بالتزامن مع مناسبة الذكرى الـ42 لثورة الخميني.
لاحظوا ودققوا النظر في الصور، حيث لا وجود للعلم اليمني، إلى جانب العلم الإيراني، وفق البروتوكول المتعارف عليه، وباعتبار اليمن هو البلد المستضيف للفعالية ولأيرلو.
انظروا إلى وجوه اليمنيين ممن حضروا الفعالية، ودققوا في ملامحهم، حيث يظهرون وكأن على رؤوسهم الطير، إذ يبدو أن الأمر اختلط عليهم، بعد أن وجدوا أنفسهم في قاعة كل ما فيها يوحي أنها في وسط طهران، وليست في صنعاء التاريخ والعروبة!!
إن لم يكن هذا هو الارتزاق فما هو الارتزاق برأيكم؟
وهل هذه هي السيادة التي يريد الحوثي أن يُلحق مأرب بها، ويضمها اليها؟
وهل سيقبل اليمنيون على أنفسهم أن يروا صورة شبيهة بهذه في أرض بلقيس، وفوق أرض الحضارتين السبئية والحميرية؟
أيهما أولى برأيكم:
الاتجاه لانتزاع صنعاء من بين فكي أذناب أيران؟
أم السماح بضم مأرب "إمارة جديدة" تُضاف إلى مملكة فارس؟
يجب أن تكون الأولوية للاتجاه لخلع العلم الإيراني ومحو صور سليماني ونصر الله وخامنئي من شوارع صنعاء ومن قاعات منشآتها الحكومية، واستبدالها بالعلم اليمني، والشعار الجمهوري، وصور رموزنا وقاداتنا.
إن لم تستفزنا هذه المشاهد، وما يظهر فيها من إهانة وإذلال لليمن ولليمنيين، فلا كُنا ولا بقينا.
* * *
معطيات الميدان تؤكد:
أننا بحاجة لما يشبه "المعجزة"
لنعود إلى ما كنا عليه قبل 2020م.
لا شيء يوحي بأننا استفدنا مما جرى.
ولا شيء يوحي بأن هناك تغييرا جوهريا.
ولا شيء يوحي بأننا نعمل للوصول إلى الهدف الأسمى.
وكل ما نراه ونلاحظه لا يتعدى "قربعة في تنك"
كلما يجري، يثبت أننا ندور في نفس الحَلبة، ونحرث في البحر، ونمضي في نفس المسار التدميري لحاضرنا ومستقبلنا وكذلك مستقبل أجيالنا، ومن لم يدرك هذا اليوم، فسيدرك ذلك غداً.
نتمنى أن تتخلق حركة تصحيح وطنية، من رحم كل هذا العبث والفوضى والفشل.
المكابرة السلبية دائماً ما تكون نهاياتها وخيمة ومدمرة.