على أنقاض ملايين الفقراء اليمنيين الذين يعجزون عن توفير مقومات العيش والبقاء على قيد الحياة يظهر الثراء الفاحش لدى قيادات مليشيات الحوثي ومشرفيها حيث انقلبت الصورة بشكل جذري حينما قدموا من كهوف صعدة حفاة خلال اجتياحهم للعاصمة صنعاء أواخر العام 2014 وباتوا اليوم يسكنون البيوت الفارهة في الأحياء الراقية بالعاصمة صنعاء ويتجوّلون على متن سيارات الضخمة والحديثة ويعيشون وأسرهم حياة مترفة.
ودخل الحوثيون عالم الثراء حينما سيطروا على المؤسسات الإيرادية التي تدر عليهم بالأموال وحولوها إلى بقرة حلوب وصادروا مرتبات موظفي الدولة منذ أكثر من 4 سنوات فيما قياداتهم ومشرفيهم يستلمون مرتباتهم الباهظة بانتظام.
وكانت المؤسسات الإيرادية والبنوك الحكومية والخاصة هدفاً لكبار مافيا الحوثي حيث قاموا بنهب الأموال الموجودة في البنك المركزي وبنكي التسليف التعاوني الزراعي والإنشاء والتعمير وصندوق النشء والشباب وصندوق التراث والتأمينات الاجتماعية ولم تكن شركات الهاتف السيار بعيدة عن بطش حيتان الحوثي حيث تعرضت للسطو والنهب لأموالها وأصولها وإيراداتها.
وبحسب تقديرات اقتصادية فقد بلغ حجم الثروة التي جمعتها قيادات المليشيات الحوثية من موارد القطاع العام والخاص والمساعدات الخارجية نحو 14 مليار دولار منها ما تستثمر في الخارج وأخرى أصول عقارية وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.
وحوّلت المليشيات الاقتصاد اليمني إلى اقتصاد حرب بعد تنمية الأسواق السوداء للمشتقات النفطية والغاز المنزلي والمضاربة بالعملة الوطنية وفرض الضرائب والجمارك المستحدثة والجبايات المتواصلة باسم مناسباتها الدينية على مدار العام فضلاً عن إنشاء شركات نفطية لاستيراد المشتقات النفطية وبيعها وفي مقدمتهم القياديان محمد علي الحوثي والناطق باسمها محمد عبدالسلام والاستئثار بموارد موانئ الحديدة الثلاثة التي تدر عليهم بملايين الريالات بشكل يومي.
وفرضت المليشيات بعموم مناطق سيطرتها قيوداً على بيع العقارات والأراضي حيث تحتكر عملية البيع والشراء كوسيط بين البائع والمشتري بعد أن طالت عمليات سطوها على أكثر من 80 % من أراضي وعقارات وممتلكات الدولة.
وبالتزامن مع زيادة أنماط الحياة المترفة لقادة المليشيات فإن أكثر من 80 % من المواطنين اليمنيين بحاجة إلى المساعدات بينهم أكثر من 10 ملايين على حافة الفقر والمجاعة.
اقتصاديون أكدوا أن أحد الأهداف الرئيسة لقادة الحوثيين هو الثراء والذين يستخدمون عقيدتهم فقط كوسيلة للسيطرة على الثروة دون غيرهم.