حلل علماء من الولايات المتحدة وألمانيا المواد المنبعثة من الأسفلت الساخن ، واكتشفوا أن هذه المادة التي تغطي الطرقات وأسطح بعض المباني تلوث الهواء بهباء ضار.
وتفيد مجلة Science Advances، بأن مستوى هذا النوع من التلوث يقارن بمستوى مساهمة السيارات، على الأقل في المناخ الدافئ.
وكما هو معلوم عند التجوال صيفا في شوارع المدن نشم رائحة الأسفلت الساخن. ولكن كم ينبعث من هذه المادة الضارة وما نوعها إلى الهواء الذي نتنفسه؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة، أجرى علماء من الولايات المتحدة وألمانيا تجارب في المختبر، تضمنت تسخين الأسفلت إلى درجات حرارة مختلفة وتسجيل المواد المنبعثة منه.
واتضح للباحثين من نتائج هذه التجارب، أن الأسفلت الذي يسخن إلى درجات حرارة الصيف الاعتيادية، يطلق مزيجا من المواد تشكل 85% منها مركبات عضوية شبه طيارة. وتطلق هذه المواد على شكل دقائق صلبة مقاسها 2,5 ميكرومتر. وعند اختلاطها بالهواء الجوي يتكون هباء عضوي ثانوي (secondary organic aerosol, или SOA).
وإن تركيزSOA في الهواء، هو أحد المؤشرات المهمة للوضع البيئي. ولكن عمليا لم تؤخذ مساهمة الأسفلت في تكوين هذا الهباء بالاعتبار سابقا. ووفقا لحسابات الباحثين، تقارن مساهمة الأسفلت في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية بمساهمة السيارات.
ويشير الباحثون، إلى أن أشعة الشمس هي السبب الرئيس في انبعاث هذه المادة، فقد أظهرت نتائج التجارب التي أجروها بواسطة أشعة الشمس المباشرة، أن انبعاثات SOA تتضاعف بمقدار ثلاث مرات.
ويؤكد الباحثون، على أن الأسفلت الذي يغطي الطرقات والأسطح منذ سنوات طويلة لا يصبح آمنا وصديقا للبيئة. ويستمر بإطلاق هذه الدقائق الضارة التي يتنفسها البشر.
واستنادا إلى هذه النتائج، يدعو العلماء إلى البحث عن مادة بديلة لتبليط الشوارع أقل ضررا من الأسفلت، أو البحث عن مادة تضاف إليه تجعله أقل ضررا.
وستؤتي هذه الجهود ثمارها سريعا لأن جودة الهواء هي أحد العوامل التي تلعب دورا مهما في متوسط طول العمر.