سفيان عبدالكريم ردمان والذي ينحدر من إحدى قرى مديرية الفرع بمحافظة إب، كغيره من شباب اليمن الذين يعانون من الفقر ويكابدون شظف العيش بفعل ويلات الحرب والصراع الذي تشهده البلاد منذ عقد من الزمن.
سفيان شاب مكافح لايمتلك سوى دراجة نارية تعينه على مواجهة ظروف وتقلبات الحياة، ومساعدة أسرته في مصاريفهم المعيشية، ولطالما راودته احلام بتحسن أوضاعه المالية والانتقال إلى وضع أفضل مما هو عليه.
اليوم الأربعاء واثناء مروره بدراجته النارية في طريق الثلث بعزلة بني أحمد عثر على مبلغ مالي كبير، يتبادر للوهلة الأولى انها ستكون مخرجا له من أوضاعه المالية الصعبة، وسيجد المبررات النفسية لقراره هذا ان اختاره.
الا انه وبرغم ظروفة الصعبة لم يكن طامعا ولم يفكر بإخفاء المبلغ والذي يقدر بعشرة ملايين ريال يمني ومصادرته لصالحه واتخذ قرارا باعادته لصاحبه في موقف يجسد أروع صور الوفاء والأمانة وحقيقة ومعدن الانسان اليمني الأصيل الذي تظل قيم الوفاء و الشهامه و الكرم و المرؤوة مغروسة ومتأصله في أعماقه.
وبعد عثوره على المبلغ أعلن سفيان للناس بان على من فقد مبلغ عليه الحضور لإستلامه من - حمود علي عبده المنبري، وهو أحد الواجهات الاجتماعية- ليصل صاحب المبلغ وتم التأكد منه وتسليمه أمواله التي فقدها وسط اعجاب الحاضرين وثنائهم على مروءة الشاب سفيان.