محلي

17 من يوليو بداية لتغيير جذري في العقلية السياسية اليمنية

اليمن اليوم

|
08:07 2020/07/18
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مثل السابع عشر من يوليو 1978م بداية لتغير جذري وشامل في العقلية السياسية اليمنية، التي استمرت لسنوات وعقود ذات لون واحد مصبوغ بالدم والمؤامرات والمكايدات السياسية و غابت فيها تماماً الحكمة اليمانية والحنكة السياسية القائمة على الحوار والقبول بالآخر.

 

 

 

واستطاع الرئيس علي عبدالله صالح بحنكة سياسية إخماد الخلافات والمؤامرات والدسائس السياسية ووحد القوى التقليدية في المجتمع ونظم سلوكها بالاتجاه نحو الديمقراطية على مبدأ الشراكة المجتمعية في   السلطة والثروة و هو ما أنتج سريعاً تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام كمظلة سياسية ورافعة لجميع أبناء اليمن دون استثناء وملتقى عام للحوار بين أبناء الوطن الواحد.

 

 

 

وانعكس هذا التوجه على الحياة السياسية والاقتصاد الوطني فشهد شمال اليمن نهضة اقتصادية واجتماعية وتعليمية و خدمية غير مسبوقة كانعكاسٍ للاستقرار السياسي القائم على الحوار والقبول بالآخر.

 

 

 

كما ترك توجه الرئيس صالح أثر إيجابا على العلاقات الخارجية و أهمها النظام السياسي القائم في شطر اليمن الجنوبي والذي كان يشهد انقسامات وصراعات دامية بلغت ذروتها في ١٣ يناير ١٩٨٦ والتي مثلت تحديا للعقلية السياسية في الشمال و طريقة التعامل معها، فكانت الدعوة إلى الحوار و تجنب الاقتتال بين الأخوة هي ما جاء من صنعاء وأعلن عنها الرئيس علي عبد الله صالح.

 

 

 

 

 

وعزز هذا الموقف الثقة من فكر النظام السياسي في صنعاء و فتح الباب على مصراعيه لتحقيق الوحدة اليمنية بالحوار و التفاهم وتغليب المصلحة العامة و هو ما تجسد في رفع راية الوطن خفاقة في صبيحة ٢٢ من مايو، لتشهد دولة الوحدة تحديات وصعاب عده كان أبرزها ترسيم حدود البلاد الشمالية والشرقية.

 

 

 

 وبما أن الرئيس صالح كان مؤمنا بالحوار فقد أبى إلا أن ترسم الحدود بالحبر على الورق لا بالدم المسكوب على الأرض، فأنجز في أكتوبر من العام 1992 م اتفاقية الحدود الشرقية مع سلطنة عمان واستمرت المفاوضات مع الجانب السعودي حتى أنجزت اتفاقية جدة مطلع الألفية الجديدة ليغلق أهم و أصعب الملفات التي واجهتها دولة الوحدة وفي جميعها سادت لغة الحوار و تحكيم العقل.

 

 

 

وكذلك ظل الرجل على عهده متمسكا بالحوار حتى في أصعب الظروف السياسية وأكثرها تعقيدا، فطوال أزمة ٢٠١١ بح صوته منادياً بالسلام وداعيا إلى الحوار وتجنيب البلد التشظي والاحتراب مع ان البعض رأى في ذلك ضعفاً وتنازلا عن حقه لكنه غلب منطق الحوار ووقع على المبادة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمٌنة  وحتى بعد مغادرته السلطة ظل داعياً للحوار و منادياً به.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية