في عام 2004 دعا علي عبدالله صالح مستشاريه وقياداته الأمنية والعسكرية لاجتماع.
صالح كان مشهورا بأنه لاينام حتى يجري اتصالات بما لايقل عن 40 مسئول في عموم أنحاء الجمهورية .
في الاجتماع سأل الرئيس صالح مستشاريه عن المقترحات الجديدة والمستجدات.
هذه القصة حكاها لي مسئول أمني كبير في نظام صالح العام الماضي في القاهرة واحتفظت بها حتى ظهور مستجدات أخيرة.
وقف يومها واحد من المسئولين الأمنيين الكبار في الجمهورية وتمم وقال للرئيس صالح :" يافندم بعض الناس قدها بتشقدف لشخصكم وللحكومة طريق طريق وذلحين قد معاهم منتديات في الانترنت جالسين يهاجموكم ويصبنوكم (لم يكن الفيس بوك قد ظهر حينها).
قال له صالح :" وايش بيفعلوا هولا ؟
قال :" يسبوكم طريق طريق ويقولوا الحكومة فاسدة والوضع خارب
قال صالح :" ايوه وبعدها مابيفعلوا غير الكتابة في تيه المنتديات .
قال المستشار :" ولا شيء بس والله إننا بين ابسرها مشي حاليه بحقكم لو تشوفوا نفعل اجراء ضدهم.
قال له صالح :" قل عاتشلوا كل من كتب له حرفين على علي عبدالله صالح وبعده مانشوف إلا أهله وقدهم رافعين السلاح ، الدولة بيدكم ؟ الأمن بيدكم؟ مؤسساتكم بيدكم؟ الجيش بيدكم والحكومة بيدكم.؟
قال الجميع بصوت :" ايوه فندم
قال:" خلاص خلوهم يتنبعوا في حقهم الوادي وفي الأخير انتم مقصرين ولا الناس مابتتحاكى .
تخيلوا هذا حدث في 2004 والدولة بكل قوتها وحضورها وهيلمانها وخدماتها ورواتبها .
كان صالح حكيما للغاية ويدرك ان هناك بعض التقصير وان الناس ستتحدث وبالتالي لابد من حالة تنفيس لمشاعر الناس.
وفعلا كانت الناس تشتم الرئيس صالح ودولته طريق طريق في الانترنت والصحافة والشارع والدواوين وبكل مكان ولم تسقط دولته إلا بسبب الخريف العربي الذي اسقط الدول العربية كلها ولولا هذه الأحداث لكانت دولة صالح قائمة حتى اليوم والناس تتحدث فيها بكل حرية.
اليوم في كل المناطق اليمنية دون استثناء عدن صنعاء مأرب تعز الحديدة خدمات متدهورة امن غائب حقوق منهوبة اعتقالات تعسفات حروب ،اغتيالات لارواتب عمالة ارتزاق وفوق هذا وذاك يراد من الناس ان تصمت والا تعبر عن رأيها .
اليوم في اليمن ان هو الحوثي في صنعاء من تكلم لقطوه وان هو الاصلاح في مأرب من تكلم لقطوه وان هو الانتقالي بعدن من تكلم لقطوه .
ياجن مش هكذا تدار الدولة .
مواطن لا راتب ولا خدمات ولا امن ولادولة ولا أي شيء وفوق هذا عادكم تشتوه مايقول (اح).
حديثي هذا موجه لكل الأطراف اليمنية ، اتركوا مساحة تعبير للناس تقول فيها رأيها وتنفس فيه عن غضبها واعلموا ان أي محاولات لكتم ومصادرة حرية الناس سيؤدي إلى انفجارها.
تعلموا من الرئيس صالح مش هو عيب ولا حرام