قالت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، إن علاقات اليونان المتجددة مع سوريا تزيد من عزلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتة إلى أن اليونان تتقرب من دمشق كمحاولة لمواجهة النفوذ التركي في شرق المتوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية تعيين السفيرة السابقة، تاسيا أثاناسيو، مبعوثة خاصة إلى سوريا، في بادرة دبلوماسية لافتة، رأى فيها مراقبون سياسيون رسالة من أثينا لأنقرة في ظل التوتر الشديد في العلاقات بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أكد في تغريدة له على موقع "تويتر" أن تعيين أثاناسيو يعد أمرا هاما للغاية، نظرًا لان أثاناسيو كانت سفيرة لليونان في دمشق من 2009 إلى 2012، مما يعني أنها على دراية بسوريا وسلطاتها.
وترى الصحيفة أن هذه الخطوة من شأنها إعادة توازن القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط، واصفة إياها بانها "خطوة تاريخية واستراتيجية"، حيث إنها تعني زيادة إمالة ميزان القوى لصالح اليونان ضد تركيا، خاصة في وقت لا يوجد فيه لأنقرة حليف واحد في المنطقة، باستثناء حكومة الإخوان المحاصرة في ليبيا، والتي انهارت تقريبًا بسبب هجوم الجيش الوطني الليبي.
وأضافت أنه على الرغم من فشل أردوغان في كل هذه المساعي، إلا أن تركيا لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا، حتى في الوقت الذي تواجه فيه كارثة اقتصادية مع انخفاض الليرة التركية إلى مستوى قياسي وإعلان أكبر ثلاثة بنوك في تركيا، انهم على وشك الإفلاس، مشيرة أنه حتى مع هذه الكارثة الاقتصادية التي تلوح في الأفق، لا تزال تركيا قادرة على العثور على الأموال اللازمة لانتهاك المجال الجوي اليوناني بشكل يومي، وإرسال الأسلحة إلى ليبيا وتمويل المنظمات الإرهابية في سوريا.